بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وسلم.
الحكومة البريطانية هي المسئولة عن خلق الوهابية وأجندتها المقدمة لابن عبد الوهاب من خلال وكيلهم همفر، ويجري الآن تنفيذ هذه الأجندة الوهابية عبر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
من أجل فهم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يجب أن نعرف ما هي الوهابية، وكيف جاءت إلى الوجود بما في ذلك بعض الإشارات إلى مؤسسها، ادعاءاته، معتقداته، أهدافه وغاياته. يمكننا في هذه الورقة، أن نذكر ذلك بشكل موجز فقط، ولكننا نثير إنتباه الباحثين الجادين للقيام بدراسة متعمقة في هذه الظواهر الوهابية المتطرفة. يكمن المفتاح في كشف الحقيقة حول الدولة الإسلامية في العراق والشام في فهم الوهابية. يكشف كتاب صغير بعنوان مذكرات مستر همفر (الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية) الحقائق ذات الصلة حول كيفية إنشاء وكالات الاستخبارات البريطانية للوهابية، والتي ولايتها الآن هي أساس الدولة الإسلامية في العراق والشام.
يروي كتاب مذكرات مستر همفر نشاطات العميل السري البريطاني همفر الذي أُرسل إلى تركيا، التي كانت حينها الخلافة (رئاسة الدولة العثمانية) للمسلمين في ١٧١٠، والذي عمل على إيجاد السبل والوسائل لإحداث انشقاق وأعمال شغب وتفكيك الخلافة في اسطنبول، تركيا. يوضح همفر في بداية روايته بأنه ذهب إلى اسطنبول حيث اعتنق الإسلام وتعلم القرآن الكريم وادعى بأنه مسلم تقي جدا. خلال هذا الوقت، أصبح همفر يدرك تماما الفرق بين السنة والشيعة. ذكر همفر في كتابه (ص ٢٦-٢٧) عندما أرسل إلى البصرة، العراق من قبل المخابرات البريطانية:
"ومهمتك في هذه السفرة أن تتعر علي هذه النزاعات بين المسلمين ، وتعرف البركان المستعد للانفجار منها ، وتزود الوزارة بالمعلومات الدقيقة حول ذلك ، وإن تمكنت من تفجير النزاع كنت فى قمة الخدمة لبريطانياً العظمي. فإننا نحن البريطانيين لا يمكننا العيش في الرفاه إلا بإلقاء الفتن والنزاع في كافة المستعمرات ، كما أننا لا يمكننا تحطيم السلطان العثمانى إلا بإلقاء الفتن بين رعاياها ، وإلا فكيف تتمكن أمه قليلة العدد من أن تسيطر علي أمة كبير العدد ، فأجتهد بكل قواك أن تجد الثغرة وأن تدخل من الثغرة ، وليكن علي علمك أن ( سلطة الترك ) و (سلطة الفرس) قد ضعفتا فليس عليك إلا أن تثير الشعوب ضد حكامها ، كما ثارت الثوار في كل التاريخ ضد الحكام ، فإذا أنشقت كلمتهم وتفرقت قواهم ضمنا استعمارهم من أسهل طريق."
ومن ثم، ومع هذه الأهداف، ذهب همفر من اسطنبول إلى البصرة. حيث التحق أثناء إقامته في البصرة بمحل نجارة حيث عمل لإكتساب لقمة العيش وليكون ذلك كغطاء له. ويذكر أيضا (ص ٣٠-٣١):
"وهنا على هذا الحال فقد كنت تعرفت على شاب كان يتردد عل هذا الدكان يعرف اللغات الثلاث : التركية والفارسية والعربية ، كان في زي طلبة العلوم الدينية ، وكان يسمى ب ( محمد بن عبد الوهاب) وكان شابا طموحاً للغاية عصبى المزاج ، ناقماً علي الحكومة العثمانية ، أما حكومة فارس فلم يكن له شأن بها ، وكان سبب صداقته مع صاحب المحل ( عبد الرضا ) أن الاثنين كاناً ناقمين على الخليفة."
ويواصل همفر (ص ٢٤):
"وقد جرى بينه وبين أحد علماء فارس الذي كان ضيفا عند (عبد الرضا) على مائدة الطعام التي ضيفنا عليها (عبد الرضا) في داره، وكان محمد، والشيخ جواد القمي - وهذا هو اسم ذلك العالم الشيعي - وأنا وبعض أصدقاء صاحب البيت، أقول جرى بين (محمد) و (الشيخ) حوار عنيف لم أحفظ كله وإنما حفظت مقتطفات عنه.:
قال له (الشيخ جواد القمي): "إذا كنت أنت متحررا ومجتهدا كما تدعي فلماذا لا تتبع عليا كالشيعة؟"
قال محمد من نجد: "لأن عليا مثل عمر وغيره ليس قوله حجة ، وإنما الحجة الكتاب والسنة فقط." (والحقيقة هي أن الأقوال التي أدلى بها أي من الصحابة الكرام هي ذات توثيق مؤكد، كما أمر نبينا (صلى الله عليه وسلم) بإتباع أي واحد من الصحابة).
قال القمي: "ألم يقل الرسول ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) إذا ففرق بين علي وباقي الصحابة؟"
قال محمد من نجد: "إذا كان قول علي حجة فلماذا لم يقل الرسول (كتاب الله وعلي بن أبي طالب)؟"
قال القمي: "بل قال حيث قال ( كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ، وعلي سيد العترة".
أنكر محمد عبدالوهاب أن يكون الرسول قال ذلك ، لكن الشيخ القمي جاء بأدلة مقنعة حتى سكت محمد ولم يجد جوابا.
وكذلك، إكتشف همفر أن محمد من نجد لديه الكثير من الكراهية للسنة وأحفاد آل الرسول محمد (عليهم السلام) وكان يستشهد بأقوال غير صحيحة من القرآن والحديث. لذا، أسس صداقة حميمة جدا مع محمد بن عبد الوهاب من نجد وقام بحملة من الثناء عليه. كما أخبره همفر: "أنت أكبر من عمر وعلي، وإذا كان النبي حيا الآن، لعينك خليفة له بدلا منهم. وأتوقع أن الإسلام سوف يتم تجديده وتحسينه في يديك. أنت العالم الوحيد الذي سينتشر الإسلام في جميع أنحاء العالم ".
يبدأ همفر بوصف أساس الخداع (ص ٣٥):
"وقد قررت مع (محمد بن عبد الوهاب) أن نتناقش في تفسير القرآن على ضوء أفكارناً الخاصة ، لا علي ضوء الصحابة والمذاهب والمشايخ – وكنا نقرأ القرآن ونتكلم عن نقاط منها ، كنت أقصد من ورائها إيقاع (محمد بن عبد الوهاب) في الفخ وكان هو يسترسل في قبول آرائى ليظهر نفسه بمظهر المتحرر ، وليجلب ثقتى أكثر فأكثر."
في وقت لاحق بينما كان يتحدث عن المتعة، يروي همفر:
"وقد أغتنمت أنا هذا الرضا أكبر إغتنام ، وقررت موعداً لأتي إليه بامرأة ليتمتع بها ، وكان همى أن أكسر خوفه من مخالفة الناس ، لكنه أشترط علي أن يكون الأمر سراً بيني وبينه وأن لا أخبر المرأة بأسمه . فذهبت فوراً إلي بعض النساء المسيحيات اللاتي كن مجندات من قبل وزارة المستعمرات لإفساد الشباب المسلم ، ونقلت لها كامل القصة وجعلت لها أسم ( صفية ) وفي يوم الموعد ذهبت بالشيخ محمد إلى دارها ، وكانت الدار خالية إلا منها ، فقرأنا أنا والشيخ صيغة العقد لمدة أسبوع ، وأمهرها الشيخ نقداً ذهبياً ، فأخذت أنا من الخارج و ( صفية) من الداخل نتراوح على توجيه الشيخ ابن عبد الوهاب".
يروي همفر حادثة وقعت له وهو في حالة سكر مع عاهرة مسيحية:
"أخبرت ( صفية ) بما جرى ، وأكدت عليها أن يسقي الشيخ في هذه المرة خمرة مغلظة، ففعلت، وأخبرتنى بعد ذلك أن الشيخ شرب حتى الثمالة وعربد وجامعها عدة مرات في تلك الليلة، وقد رأيت أن آثار الضعف والنحول عليه غداة تلك الليلة، وهكذا استوليت، أنا وصفية علي الشيخ استيلاءاً كاملاً. ويالها من روعة تلك الكلمة الذهبية التى قالها لي وزير المستعمرات حين ودعته: إنا استرجعنا أسبانيا من الكفار – يقصد المسلمين، بالخمر والبغاء ، فلنحاول أن نسترجع سائر بلادنا بهاتين القوتين العظيمتين".
ثم يفصل أكثر "لقد وضعت الوزارة خطة خفية لمحمد من نجد للقيام بالتالي":
[وهنا، وكمؤلف لهذه الورقة، أشير إلى دليل موثق بأنه ليس بن عبد الوهاب هو مؤسس الوهابية، ولكن المخابرات البريطانية هي من قام بذلك. وما يحدث الآن، هو نتيجة لما حدث من قبل والذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الناس وتدمير الأضرحة. وعن أن البريطانيين هم المسئولون عن ذلك آنذاك وحتى الآن، وأنهم يقومون بإتباع نفس الأساليب في العديد من البلدان. النقاط التالية هي أساس الوهابية التي أُعدت لابن عبد الوهاب من قبل الوكالات البريطانية]
١."تفكير كل المسلمين وإباحة قتلهم ، وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة ، وحلية جعلهم عبيداً ونسائهم جواري.
٢."هدم الكعبة باسم أنها آثار وثينة إن أمكن، ومنع الناس عن الحج ، وإغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم. (وقد تم ذلك.)
٣."السعي لخلع طاعة الخليفة ، والإغراء لمحاربته وتجهيز جيوش لذلك ، ومن اللازم أيضاً محاربة (أشراف الحجاز) بكل الوسائل الممكنة ، والتقليل من نفوذهم.
٤."هدم القباب والأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التى يمكن ذلك فيها باسم أنها وثنية وشرك، والاستهانة بشخصية النبي (محمد، صلى الله عليه وسلم) وخلفائه ورجال الإسلام بما يتيسر.
٥."نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه ذلك.
٦."نشر قرآن فيه التعديل الذي ثبت في الأحاديث من زيادة ونقيضه."
يتابع همفر: "بعد شرح هذا المخطط ذو الستة فقرات، أضاف الوزير"لا داعي للقلق على هذه البرامج الضخمة فواجبنا هو زرع الفتنة لإبادة الإسلام. وستأتي أجيال بعدنا لاستكمال هذه المهمة. "وعدني محمد من نجد بأنه سوف ينفذ جميع فقرات المخطط الستة، وأضاف " أستطيع في الوقت الحالي تنفيذها جزئيا فقط. "كما تمكنت وزارة الكومنولث بعد بضعة سنوات لاحقة من إقناع محمد بن سعود، أمير منطقة الدرعية من الانضمام إلى صفوفنا. وأرسلوا لي رسولا ليبلغني بهذا لإقامة أواصر مودة متبادلة وتعاون بين "المحمدين" من أجل كسب قلوب المسلمين وثقتهم، ولقد إستغلينا محمد من نجد دينيا، ومحمد بن سعود سياسيا. ومن الحقائق التاريخية أن الدول التي تبنى على أساس ديني تعيش لفترة أطول وتكون أكثر قوة وأكثر هيبة. وهكذا أصبحنا بإستمرار أكثر وأكثر قوة. لقد إتخذنا مدينة الدرعية عاصمتنا، وسمينا ديننا الجديد الوهابية".
لذلك، فقد أجريت هذه الدراسة على الوهابية لإبلاغ العالم أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تتبع هذه الأجندة وبالذات التي قدمتها الاستخبارات البريطانية لمؤسسها وعلى نفس الأساس الذي أسسوا به الوهابية. لا تتبع اليوم المملكة العربية السعودية الحالية هذه الأجندة بدقة حيث أنها تميل نحو الثقافة والمصالح الغربية بينما تتبع الآن الدولة الإسلامية في العراق والشام الأجندة البريطانية. ينبغي أن ينظر العالم إلى واقع صارخ ويري حقيقة أن كل جرائم القتل هذه والجرائم التي جري القيام بها تحت نفس هذه الأجندة البريطانية المقدمة لابن عبد الوهاب حيث لا يعرف هؤلاء الناس أن ابن عبد الوهاب كان عميلاً بريطانيا.
باختصار، ما تتعلمه، اقرأ وستكتشف ما سيكون تفسيرا لما حدث، وما الذي يقومون به. للأسف، لا يدري البريطانيين وبعض المسيحيين الآخرين بأن المسلمين هم أصدقائهم الوحيدين في هذا العالم، حيث ينص القرآن الكريم على ذلك، فالقرآن الكريم هو ثابت، وكتاب لا يتغير ويذكر الله سبحانه وتعالى بأن عيسى ابن مريم لم يكن نتيجة زنا وبأن والدته كانت مباركة عفيفة وعذراء وبأنه ولد من أم عذراء. كان يسوع كلمة الله سبحانه وتعالى. أعاد إحياء الموتى، وشفى الأكمه والأبرص بإذن الله سبحانه وتعالى.
يعاقب المسلمين لأنهم لا يتبعون دين بولس، الذي يسمونه المسيحية، والتي أدخلت الصليب الوثني ويقول لهم الكهنة أن يؤمنوا بأن الشيطان كان أقوى من الله سبحانه وتعالى لأن الله كان عليه النزول من السماء للتكفير عن خطيئة، أو التكفير عن خروج آدم عليه السلام من الجنة لخطيئته.
لا يؤمن المسلمون وغيرهم من ذوي الفطرة السليمة بالخزعبلات الملفقة من قبل مسيحية بولس، ولم يرتكب المسلمين أبدا إبادة جماعية، أو قتل الأبرياء، والناس العزل في العالم في أي مكان خلال كافة تاريخهم. ذهب المسلمون إلى إسبانيا لأن اليهود أرسلوا للإستغاثة باسم الله سبحانه وتعالى فحكم المسلمين إسبانيا لمدة ٧٠٠ سنة وكانوا لا يزالون أقلية، وعندما تمكن المتآمرين والمتمردين الذين لا رحمة لهم من الإستيلاء على اسبانيا لم يتركوا رجلا مسلما أو إمرأة أو طفل واحدا على قيد الحياة. على العكس من ذلك، عندما تمكن حضرة عمر خليفة المسلمين الثاني (رضي الله عنه) من السيطرة على بيت المقدس في القدس أعطى الحرية الكاملة للكهنة المسيحيين في المسائل الدينية والسياسية والأعمال التجارية. ولكن في وقت لاحق خلال الحروب الصليبية، عندما إستولي الصليبيين على القدس، قتلوا كل شخص، كل مسلم، رجلا كان أو امرأة أو طفلا حتى بدأ الدم يسيل في الشوارع ليصل إلى ركب الخيل. وهذه حقيقة تاريخية ويعرف الجميع ذلك.
أكتب تذكيرا عن كراهية البريطانيين للإسلام فليس لديها أي مبرر ديني أو أخلاقي وهي أسوأ من الوثنية. انهم لا يدركون أن المسيحية والإسلام لهما نفس وجهي الحقيقة. أنصح الحكومات الأوروبية والأمريكية بتوحيد جهودهما والاقتراب من المسلمين والإسلام ومحاربة عدوهم المشترك وهو الوهابية. يرجع انتشار الوهابية هذا من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى العداء البريطاني ضد الدين نفسه الذي جاء به آخر نبي أرسله الله عز وجل وبشر به على حد سواء سيدنا عيسى في الإنجيل وسيدنا موسى في التوراة. لقد عملت بجد لتحقيق تفاهم وثيق بين المسلمين والمسيحيين تحت راية المنتدى الموحد للمسلمين والمسيحيين (UMCF) في أمريكا وكندا. ونحن نحتفل بعيد ميلاد كل من النبي عيسى ومحمد آخر نبي (عليهما الصلاة والسلام)، الذي يشارك فيه كل من المسلمين والمسيحيين.
نيابة عن الصوفية القادرية وغيرهم من المسلمين، أطلب من الحكومة البريطانية سحب دعمهم لعملائهم الذين يسببون الموت، الدمار والإبادة الجماعية عن طريق إتباع أجندتهم في باكستان وغيرها في العديد من البلدان الإسلامية. يجب قراءة إنجيل برنابا وفهم الإسلام. إنجيل برنابا هو الإنجيل الحقيقي الذي اكتشف في القرن الأول والثاني بعد المسيح، عليه السلام.
تنص أبحاثي على أن الوهابية هي وليدة أفكار المخابرات البريطانية، فأصل الدولة الإسلامية في العراق والشام هم المتطرفين الوهابيين وأجندتهم. فهو مثل تطوير الفيروسات لقتل العدو، ولكن في نهاية المطاف سيتأثر بها أيضا من قام بذلك. هذا هو هدف أفراد الدولة الإسلامية في العراق والشام، إعادة نفس الأجندة التي قدمها البريطانيين لمحمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وهي تهدف إلى تدمير القبور المقدسة والمزارات. لقد مارسوا القتل ولا يزالوا يقتلون الكثير من الناس الذين يحملون اسم "علي" أو المنحدرين من نسب رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم). لقد تمت مهاجمتي ستة مرات، وبالتالي اضطررت إلى إرسال بعض أبنائي إلى الخارج في أمريكا وكندا.
أشار بشكل ملحوظ اليستر كروك وهو مؤلف كتاب حول الدولة الإسلامية في العراق والشام في مقالة له "لا يمكنك فهم الدولة الإسلامية في العراق والشام إذا كنت لا تعرف تاريخ الوهابية في المملكة العربية السعودية" كما يقر أيضا بالدور البريطاني في الكلمات التالية:
"العراب البريطاني للمملكة العربية السعودية - (أو الوهابية)"
"بمعنى آخر، يمكن القول أن فيلبي هو" عراب هذا الاتفاق التاريخي والذي سوف تستخدم القيادة السعودية بموجبه نفوذها لإدارة الإسلام السني نيابة عن الأهداف الغربية (التي تحتوي على الاشتراكية، والبعثية، الناصرية، النفوذ السوفياتي وإيران ، الخ) - وبالمقابل، فإن الغرب سيذعن إلى قوة الوهابية الناعمة للمملكة العربية السعودية وللأمة الإسلامية (مع ما يصاحب ذلك من تدمير للتقاليد الإسلام الفكرية والتنوع وبذر الانقسامات العميقة داخل العالم الإسلامي)".
ستلاحظ بأنني قد خلصتُ لنفس الاستنتاج بعد بحثي عن الوهابية (التي تسمى خطأ الإسلام "السني") وهي من بنات أفكار المخابرات البريطانية. كما ذكرت آنفا، ليس لدى للمسلمين والمسيحيين أي سبب لإيذاء بعضهم بعضا. ومع ذلك نجد أنه لا يوجد حدا للعداء البريطاني تجاه المسلمين بشكل عام. في بداية القرن الماضي، تخيل مدمن مخدرات عجوز نفسه بأن يكون "نبيا أو رسولا من الله" كان اسمه ميرزا غلام أحمد قادياني. وكالعادة وجد البريطانيون ذلك فرصة سانحة لإحداث الشقاق بين المسلمين من خلال التشجيع والترويج لنبوته الكاذبة. لقد أيدوا ذلك بكل وسيلة ممكنة لديهم حيث أعطوا كل من أتباعه الوظائف الحكومية والفرص الجيدة. إنهم لا يعرفون أن النبي قبل الأخير رسول الله عيسى بن مريم (عليه السلام) أخبر العالم بأنه سيكون هناك رسول آخر بعده، ولكن يتم الترويج للعديد من الأنبياء الكذبة من قبل أتباع الشيطان.
على الرغم من أن كروك في تقريره عن الدولة الإسلامية في العراق والشام يؤكد أن العالم الغربي يراقب ولكنه لا يستطيع فعل أي شيء حيال ذلك أو هو عاجز تماما عن مواجهة حركة الدولة الإسلامية في العراق والشام/ الوهابية ولكن في الواقع ليست هذه القضية. وبخصوص هذا، يمكن احتواء الوضع كله بالتخطيط من قبل خبراء في هذا الشأن الذين لديهم نظرة عميقة في هذه الشئون والذين لم تختلط آرائهم بالكراهية العرقية أو الإثنية. حيث يمكنهم الجلس جنبا إلى جنب مع اتباع منهج متعدد الأبعاد ليس فقط لاحتواء الدولة الإسلامية في العراق والشام ولكن في نهاية المطاف يمكن قمع داعش. انها مسألة تدعو للأسى والقلق الكبير - والمثال هو الولايات المتحدة الأمريكيةـ حيث لم تبدي الحكومة في أي ناحية أي نضج أو وبصيرة متعمقة في الدراسات الجيوسياسية والدراسات المختلفة للمجموعات الإثنية، التقاليد والخلفيات التاريخية.
يسود في كثير من المرات الإنعدام التام للمعلومات وهو ما قاد إلى كوارث وإخفاقات كبيرة. يبدو أن هناك بعض الجماعات في أمريكا تقوم بتحويل الشعب الأمريكي ومعداته العسكرية لخوض حربهم، وهو ما يدمر أمريكا شيئاً فشيئاً. هذه هي حقائق ثابتة ولا يستطيع أحد أن ينكرها. إذا كان عليك إنكارها، فإنك تبدو مثل شخص مغفل معصوب العينين يحاول المشي على حبل مشدود. الأميركيون بحاجة إلى الاستيقاظ والنظر إلى الحقائق المطلقة، حيث أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تطرق على أبوابهم.
لا أود أن أن أطيل هذه المقالة ومع ذلك، لا بد لي أن أذكر أنه كلما إتبعت أمريكا سياسة خاطئة لغزو العالم ستعاني من ذلك كل دولة في العالم. على سبيل المثال، لم تكن هناك حاجة لأمريكا في أن تحارب ضد هتلر. لم يكن هتلر عدوا لأمريكا أو للشعب الأمريكي. كان هناك عداء متبادل بين هتلر واليهود. ولذلك دفع الشعب الأمريكي ثمنا باهظا جدا للقيم بتبني حرب شخص آخر. لقد قرأت بعدئذٍ تقرير كبير صادر عن مركز أبحاث ذُكر فيه مثل ما حدث في بيرل هاربور أنه ينبغي عليهم أن يخلقوا وضعا يُمكنهم من إيجاد سبب لمهاجمة أفغانستان. تريد العديد من الوكالات الحكومية من العالم أن يعتقد بأن أسامة بن لادن هو من دمر مركز التجارة العالمي.
قليلون من يصدق ذلك لأن كل الأبحاث والأدلة تكشف أن هذا كان عمل داخلي تم بواسطة من يمسكون بزمام الأمور. وعلى وجه الخصوص لم تهاجم أي طائرة المبنى رقم ٧ [لمركز التجارة العالمي]، إلا أنه انهار على أساسه بنفس الطريقة التي وضعت للتحكم في هدم المباني باستخدام المتفجرات. وبالتالي، خلقت هذه الكارثة سببا لأمريكا دفعها إلى محاربة أفغانستان. يتذكر القليل عندما تم إتخاذ الأفغان والمسلمين كأصدقاء في عهد الاتحاد السوفياتي، ولكن عندما إنتهت "الحفلة" تم وصف نفس المجاهدين بأنهم إرهابيين. اسمحوا لي أن أسأل العالم: من حول أفغانستان إلى تربة خصبة للإرهاب؟ لديك الجواب.
أخيرا، ما الذي فعله صدام حسين لأمريكا؟ لم يكن على الإطلاق ضد أمريكا. إسرائيل فقط كانت من تخشى العراق. على الرغم من حقيقة أن مفتشي الأمم المتحدة قاموا بالتفتيش الدقيق للعراق ولم يعثروا على أسلحة الدمار الشامل حيث بثت فوكس نيوز وغيرها من القنوات الإخبارية مرارا وتكراراً الكذبة بعد الأخرى حيث أجبرت الحرب الإعلامية إلى تكبد خسائر بين المواطنين الأميركيين وآلياتهم العسكرية إضافة لتضييع أموال دافعي الضرائب في الحرب ضد العراق. الآن هناك الآلاف والآلاف من قدامى المحاربين في العراق يعانون من متلازمات الصحراء الغامضة واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) مما يؤدي بهم إلى الإنتحار والإصابة بجنون القتل. ومن المؤسف أن موارد العديد من الدول الغربية هي في أيدي أعدائهم الذين يستخدمونها لارتكاب أعمال الإرهاب والإبادة الجماعية واختراع أفظع الفيروسات والأمراض غير القابلة للشفاء. يجب أن يفتح هذا أعين العالم وبخاصة الشعب الأمريكي.
والدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروفة أيضا باسم داعش، هي في الأساس حثالة وقائدهم ليس سنياً على الإطلاق. السنيون هم أتباع السنة وهي نهج وطريق الرسول الكريم محمد (صلي الله عليه وسلم). وعلى العكس من ذلك، هؤلاء الناس هم أعداء عائلة أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث انهم يخططون لتدمير قبره في المدينة المنورة ولقد نجحوا في ذلك وفي سرقة وتدمير المقابر التي تحتوي على قبور آباء وأجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته الأولى السيدة خديجة والكثير غيرهم. أنهم يتبعون خطى الآخرين من الوهابيين المتعصبين. تذكر أن الوهابية هي دين من تلقاء نفسه وليس له أي علاقة مع الإسلام المعروف. أعلن الوهابيين بأن جميع الذين لا يؤمنون بالوهابية يجب قتلهم وقد ظلوا يقومون بذلك، حيث أنهم يستخدمون الخداع عن طريق اسم الاسلام والسنة. أنا على استعداد لتقديم خطة لاحتواء الدولة الإسلامية في العراق والشام، إذا لزم الأمر. أنصح مخلصا الحكومة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية بأنها ينبغي عليهم محاولة فهم الإسلام والقيم الإسلامية ومحاولة بناء علاقات جيدة مع المسلمين. بالطبع، لا يشكل الشيعة جزءا من المسلمين كما أنهم لا يتبعون الإسلام، وإنما لهم دينهم الخاص بهم، وسوف يساعد ذلك على إحلال السلام في بلادهم والعالم.
يجب أن تأتي دعاية كراهية الإسلام إلى نهايتها! لا ينبغي أن يتم الدفع بالمسلمين إلى أزقة عمياء، ولكن يجب أن يسمح لهم بالمشاركة الكاملة في شئون بلدانهم. يجب أن يتوقف حرق المصاحف المقدسة وإصدار أشرطة فيديو الكراهية والكتب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)! لا يسمح تقديم تفسير جديد للحق في حرية التعبير للأطراف الأخرى في إلقاء الشتائم والإساءات إلى عقيدة أو دين أي شخص أو لمعتقداته الدينية.
أنا على استعداد لإعطاء المحاضرات ومزيد من المعلومات عن هذه الآفة على البشرية الذين يرغبون في تأسيس إمبراطوريتهم العالمية، ليس هناك بلد في مأمن من شرهم. ينبغي الكشف عنهم في كل مكان. أستطيع أن أرسل محاضرات فيديو كما أنا مستعد شخصيا للحضور وإلقاء المحاضرات وتقديم الحلول حيثما تكون هناك حاجة لخدماتي.
لحسن الحظ كان شقيق محمد بن عبد الوهاب النجدي، شيخ الإسلام سليمان بن عبد الوهاب النجدي من علماء الإسلام البارزين جدا، وكتب عن دحض معتقدات وتعاليم وأجندة شقيقه، وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية (الصواعق الإلهيّة في الرّد على الوهابيّة) وستتم طباعة قريبا.
تمت كتابة هذا التقرير من قبل:
الشيخ/ سيد مبارك علي شاه جيلاني الهاشمي
رئيس معهد عبد القادر الجيلاني للبحوث الصوفية – هولي اسلامفيل، كارولاينا الجنوبية
نائب رئيس الجامعة القرآنية الدولية المفتوحة - إسلامبيرغ، نيويورك
رئيس مؤسسة أهل البيت الدولية
البريد الإلكتروني
هذا التقرير تحليل لوضع الدولة الإسلامية في العراق والشام، ودراسة أصلهم وسبب ظهورهم، بينما يشير إلى الحلول لإنهاء هجماتهم العنيفة.
تحذير أخير: هؤلاء الناس نشطون للغاية في باكستان، فقد دمروا العديد من الأضرحة المقدسة وقتلوا العديد من علماء الدين وأحفاد عائلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم). يعرف الجميع من هم وهم انفسهم لا يخفون خططهم المنافية للإسلام والمعادية للمجتمع. تعرفهم الحكومة ووكالاتها جيدا ولكنهم عاجزون في الوقوف ضدهم. ومع ذلك، فإن العلاج الوحيد للحد من هذه الآفة اللاإنسانية على البشرية يكمن في توحيد جهود المسلمين والمسيحيين. ولهذا السبب، أنا على استعداد لتقديم سلسلة من المحاضرات حول هذا الموضوع. لدي المقال الذي كتبه اليستر كروك عن التحليل التاريخي لجذور الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو مفيد جدا وغني بالمعلومات. ينبغي أن يؤخذ ذلك على محمل الجد ويجب أن تفهم هذه المسألة من المنظور الصحيح. وينبغي اعتماد أرضية مشتركة للتفاهم بين المسلمين والمسيحيين لاحتواء ومواجهة الحركة الوهابية ممثلة في الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وأهل بيته وسلم.